المهاجرون يسابقون الزمن
للهجرة عبر سواحل ليبيا قبيل فصل الخريف
تشهد السواحل الليبية تصاعدا ملحوظا في حركة الهجرة غير الشرعية منذ الأيام الأولى لفصل الصيف، حيث يحاول المئات يوميا العبور إلى الضفة الأخرى من المتوسط في ظل تحسن الأحوال الجوية وقبيل حلول فصل الخريف، ما يشكل تحديا للسلطات الليبية وخفر السواحل الإيطاليين الذين يخشون من غرق عدد كبير من المهاجرين بسبب تردي حال القوارب المستخدمة والإبحار في ظروف غير آمنة.
تشهد السواحل الليبية، في جهتها الغربية خصوصا، تصاعدا مضطردا في حركة الهجرة غير الشرعية حيث يخوض المهاجرون الحالمون ببلوغ أوروبا سباقا مع الوقت ليستقلوا مراكب الهجرة قبيل حلول فصل الخريف.
وفي ظل الطقس المشمس والبحر الهادئ، وأيضا انشغال السلطات الليبية بالمعركة مع جهاديي تنظيم “الدولة الإسلامية”، تنطلق أسبوعيا أعداد متزايدة من المراكب التي غالبا ما تغرق قبل بلوغها السواحل الإيطالية، الوجهة الأبرز لدخول أوروبا.
ويقول عبد الحميد السويعي رئيس مجموعة إدارة الجثث في الهلال الأحمر الليبي في طرابلس للوكالة الفرنسية للأنباء “البحر هادئ حاليا والطقس مشمس، ولذا فإن أعداد المهاجرين تتزايد أسبوعيا”.
وأعلن خفر السواحل الإيطاليون أنهم نسقوا الاثنين عمليات إنقاذ نحو6500 مهاجر قبالة السواحل الليبية في 40 عملية إنقاذ وهو أحد أكثر الأيام نشاطا من حيث عمليات الإنقاذ خلال السنوات الأخيرة في البحر الأبيض المتوسط.
ووفقا لمنظمة الهجرة الدولية فإن عدد الوافدين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط يقارب الـ 200 ألف شخص منذ مطلع العام الحالي. وإن كان الحظ قد حالف هؤلاء الوافدين وتمكنوا من الوصول إلى القارة العجوز بسلام ، فآلاف آخرون لم يكن البحر أحن عليهم من البر وقضوا غرقى، حيث تشير الإحصاءات إلى أن نحو عشرة آلاف شخص لقوا حتفهم في البحر المتوسط منذ العام 2014 وفقا لإحصاءات المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.المهاجرون يسابقون الزمن 2024
وبعد إغلاق طريق البلقان أصبح الطريق البحري انطلاقا من ليبيا الممر الرئيسي نحو أوروبا خاصة بالنسبة للوافدين من القارة الأفريقية جنوب الصحراء.المهاجرون يسابقون الزمن 2024
كواليس الهجرة عبر المتوسط : تسعيرة للفرد وإبحار غير آمن
ومع تزايد أعداد الراغبين في الإبحار من ليبيا، تحول الأمر إلى تجارة مربحة للمهربين الذين يعملون على “تنظيم” الرحلة انطلاقا من المياه الليبية. وتتراوح التسعيرة للفرد الراغب في الهجرة عبر القوارب التقليدية بين 400 وألف يورو، وفقا لشهادات بعض الناجين الذين أنقذتهم البحرية الإيطالية نقلت عنهم وكالة الأنباء الفرنسية.المهاجرون يسابقون الزمن 2024
وقبل ركوب البحر، يقوم المهربون باحتجاز الراغبين في الهجرة وسط ظروف غير إنسانية في منازل بمنطقتي زوارة وصبراتة حيث تقدم لهم وجبة غذائية واحدة في اليوم انتظارا ليوم الإبحار.المهاجرون يسابقون الزمن 2024
والزوارق المطاطية التي تكتظ بعشرات المهاجرين والمزودة بكميات قليلة من الوقود بالكاد تكفي للوصول إلى المياه الدولية، حيث يمكنها إطلاق استغاثة أملا في إنقاذ من عليها من قبل خفر السواحل أو البحرية الإيطالية أو حتى سفن عملاقة يصادف مرورها بجانب زورقهم المتواضع قليل الإمكانات.المهاجرون يسابقون الزمن 2024
وغالبا ما ينطلق المهاجرون ليلا، تحت تهديد المهربين بالنيل ممن يترددون في الإبحار عند رؤيه وضع المركب.المهاجرون يسابقون الزمن 2024
وفي بعض الأحيان يقوم المهربون بنقل الراغبين في الهجرة بقوارب أكثر متانة لمسافة معينة حيث يتم بعد ذلك نقلهم إلى مراكب أكثر هشاشة في عرض البحر ويعود المهربون بسفنهم الأفضل حالا إلى البر مرة أخرى لنقل دفعة جديدة من المهاجرين.
ووفقا لوسائل الإعلام الإيطالية، فإن المهربين يلجؤون إلى تكديس زوارق الصيد بأعداد كبيرة من المهاجرين اعتقادا منهم أنه سيتم إغاثتهم فور وصولهم إلى المياه الدولية ولكن في الواقع هذه المراكب تكون غير مهيأة للإبحار في المياه العميقة مما يزيد من مخاطر انقلابها.المهاجرون يسابقون الزمن 2024
الفرار إلى الموت
وبالرغم من المآسي التي يسمع عنها العالم يوميا من غرق المئات ومن بينهم نساء وأطفال وحتي رضع، يبدو أنها غير كافية لإثناء العديد من الأشخاص في العدول عن رغبتهم في خوض المخاطرة وركوب البحر. فوفقا لإحصاءات الإنتربول (الشرطة الجنائية الدولية) هناك نحو 800 ألف شخص ينتظرون على السواحل الليبية لكي يجدوا الفرصة على الإبحار للوصول إلى “أرض المهجر” الأوروبية، وألا تتحول الزوارق المطاطية الهشة التي يستقلونها إلى قوارب موت تزف أجسادهم و أحلامهم إلى مثواها الأخير في أعماق البحار.المهاجرون يسابقون الزمن 2024
أعرب مسؤولو الاتحاد الأوروبي عن تفاؤلهم اليوم الخميس حيال إمكانية توصل التكتل إلى اتفاق بشأن إصلاح سياسة الهجرة، بعدما أكّدت ألمانيا تأييدها له.
وقالت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية يلفا يوهانسون بعد اجتماع وزراء داخلية الاتحاد إنه لا “عقبات رئيسية” قائمة بشأن هذه القضية الشائكة، وإن اتفاقا رسميا سيتم التوصل إليه “في غضون أيام”.المهاجرون يسابقون الزمن 2024
وأضافت يوهانسون في مؤتمر صحفي ببروكسل أن دول الاتحاد استقبلت أكثر من ربع مليون شخص خلال هذا العام أغلبهم وصلوا إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية وأن عدد طلبات اللجوء حاليا تجاوزت 600 ألف وهناك ضغط على كثير من دول الاتحاد للتعامل مع الملف.